الرسالة رقم ((3))
**********
عندما قلتُ لكِ:
(( أحبكِ )).
كنتٌ أعرف..
أنني أقود انقلاباً على شريعة القبيلة
وأقرع أجراس الفضيحة
كنت أريد أن أستلمَ السلطة
لأجعل غابات العالم أكثرَ ورقاً
وبحار العالم أكثرَ زرقةً
وأطفال العالم أكثرَ براءة.
كنتُ أريد..
أن أنهي عصرَ البربريَّة
وأقتلَ آخرَ الخلفاء
كان في نيّتي ـ عندما أحببتكِ ـ
أن أكسرَ أبوابَ الحريم
********..
***
عندما قلتُ لكِ
((أحـبـكِ))
كنتُ أعرف..
أنني أخترع أبجديةً جديدة
لمدينةٍ لا تقرأ..
وأنشد أشعاري في قاعةٍ فارغة
وأقدّم النبيذ
لمن لا يعرفون نعمةَ السّكَْْْْْْْرْ..
***
عندما قلتُ لكِ :
(( أحـبّـكِ))
كنتُ أعرف.. أنّ المتوحشين سيتعقبونني
بالرّماح المسمومةِ.. وأقواس النشّاب..
وأنّ صوري..
ستلصقُ على كلّ الحيطان
وأنّ بصماتي..
ستوزَّعُ على كلّ المخافرِ
وأنّ جائزةً كبرى..
ستُعطى لمن يحمل لهم رأسي
ليعلَّقَ على بوابة المدينة
كبرتقالةٍ فلسطينية..
عندما كتبتُ اسمكِ على دفاتر الورد..
كنتُ أعرف..
أنّ كل الأميّين سيقفون ضدّي
وكلّ آل عثمان.. ضدّي
وكلّ الدراويش.. والطرابيش.. ضدّي.
وكلّ العاطلين بالوراثة
عن ممارسة الحبّ.. ضدّي
وكلّ المرضى بوَرَم الجنس..
ضدّي..
عندما قرَّرتُ أن أقتلَ آخرَ الخلفاءْ
وأعلنَ قيامَ دولةٍ للحبّ..
تكونين أنتِ مليكتها..
كنتُ أعرف..
أنّ العصافيرَ وحدَها..
ستعلنُ الثورةَ معي..
**********************
ودمتم بود..